أضيف في 4 أكتوبر 2017 الساعة 15:46

قراءة في ''السنة والإصلاح'' لعبدالله العروي


    في إطار اللقاءات المقررة بخصوص مشروع "إضاءات حول مشاريع فكرية مغربية: دورة عبد الله العروي"، احتضن مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية مدى يوم السبت 30 شتنبر 2017 اللقاء الثامن من المشروع. تمحور اللقاء حول كتاب "السنة والإصلاح" وعرف مشاركة كل من الأستاذين عبد الإله الكلخة، وحسن الإدريسي.

   افتتح المسير ،الأستاذ محمد بدازي، اللقاء بتقديم لمحة موجزة عن المسار الأكاديمي للأستاذين حسن الإدريسي والأستاذ عبد الإله الكلخة، بالإضافة إلى تقديم لمحة عن مشروع إضاءات حول مشاريع فكرية مغربية بصفة عامة، وعن دورة عبد الله العروي بصفة خاصة.

   بعد أن أخذ الكلمة، استهل الأستاذ حسن الإدريسي مداخلته، المعنونة بـ"الوحي عند العروي من خلال كتاب "السنة والإصلاح، بتقديم شهادة المفكر المغربي محمد المصباحي حول الكتاب، مفادها أن كتاب "السنة والإصلاح" كتاب مدهش يدشن من خلاله عبد الله العروي أسلوبا جديدا في الكتابة العربية المعاصرة.  والكتاب الصادر عن المركز الثقافي العربي سنة 2008 هو مراسلة بين سيدة أجنبية مسلمة نشأت في مجتمع علماني بينما يحاول عبد الله العروي إجابتها عن الإسلام. وقد تطرق الأستاذ حسن الإدريسي خلال مداخلته إلى ثلاثة محاور أساسية:

المحورالأول إشكالية الوحي عند العروي: حيث بين من خلال هذا المحور أن المفكر المغربي عبد الله العروي ميز بين نظرتين متناقضتين لفهم الوحي. الأولى تُفسر ظاهرة الوحي بوصفها ظاهرة تاريخية مشروطة بعوامل سوسيوتاريخية كغيرها من الظواهر الأخرى. والثانية تُفسر الوحي من خلال العلاقة بين الإله من جهة والنبي من جهة ثانية، بوصفه رسالة سماوية من الخالق إلى المخلوق.

المحور الثاني مفهوم الوحي في التجربة الإبراهيمية: في هذا المحور أوضح فيه المتدخل أن عبد الله العروي يلخص سر التجربة الإبراهيمية في أمرين أساسيين الذاكرة والترحال. حيث أقام إبراهيم قطيعة كبرى مع الكون ومع الكواكب، مع الجماعة والأسرة ومع تعدد الآلهة وعبادة الأصنام، أو قُل مع الماضي الإنساني برمته بوصفه حضارة، وبدأ تجربته بالشك والسؤال الذي أفضى به في نهاية الأمر إلى التوحيد.


   المحور الثالث: الدعوة المحمدية بوصفها امتدادا للتجربة الإبراهيمية: حسب الأستاذ حسن الإدريسي، الدكتور العروي وصف التجربة المحمدية بأنها امتداد للتجربة الإبراهيمية شكلا ومضمونا، إذ أن النبي محمد أعاد إحياء التجربة الإبراهيمية انطلاقا من عدم نكرانه وتجاهله لعادات قومه التي كانت مستلهمة من الرسالة الإبراهيمية وكذلك من خلال دعوته للتوحيد.

   أما الأستاذ عبد الإله الكلخة فقد دعا في بداية مداخلته إلى ضرورة استحضار مفهوم الحدث  عند التاريخاني عبد الله العروي، والحدث هنا هو البعثة، لكنه حدث مرتبط بالوجدان لا بالواقع. ولفهم الحدث "الإبراهيمي – المحمدي" يجب أن نفرق بين "الأول" و"الأولاني". فالنبي، محمد، الذي نتفهمه هنا ليس بمسطير ولا يعلم ما الروح ومتى الساعة ويتمنى أن يكشف عنه الغطاء للرؤية. السنة عند العروي حسب ما أفاد به الأستاذ الكلخة هي تقليد واتباع دون سند فكري وثقافي. وأضاف أن صاحب الكتاب فضل استعمال مصطلح "النصراني" لأنه مصطلح توحيدي، ومسألة التثليت لم تظهر إلا متأخرا. أما فيما يخص منهجية الكتابة التي يتميز بها كتاب "السنة والإصلاح"، فقد بين الأستاذ عبد الإله أنه منهج يشبه ذاك الذي مارسه ثلة من كبار المفكرين في أوروبا بما فيهم "جون جاك روسو" في اعترافاته.


   وفي ختام اللقاء، فسح الأستاذ محمد بدازي مسير اللقاء المجال أمام الحاضرين لتقديم ملاحظاتهم وتساؤلاتهم حول الكتاب وحول القراءات التي قدمها الأستاذين المتدخلين.


 



شاركو بتعليقاتكم
*المرجو ملئ جميع الخانات و الحقول الإلزامية المشار إليها بـ

* الإسم
* عنوان التعليق
* الدولة
* التعليق




شاهد أيضا