أضيف في 1 ماي 2021 الساعة 23:51

دعوة للمشاركة باوراق بحثية في ندوة علمية حول المثقف في عصر الثورة الرقمية


ملصق

المثقف في عصر الثورة الرقمية:

الشرعية، الأدوار والفاعلية

 

استخدم الباحث الإيطالي أنطونيو غرامشي  Antonio Gramsci مفهوم المثقف العضوي للدلالة على الذات الحاملة لوعي ناتج عن امتلاك معرفة علمية، تخول له الإسهام في تحقيق آمال وتطلعات المجتمع، فهو بهذا المعنى لديه رأسمال معرفي يمنحه شرعية الفعل في مجتمعه، ويحمله  هذا الرأسمال مسؤولية إغناء النقاش في "الفضاء العمومي". وبما أن الفضاء العمومي في الفترة المعاصرة اتسع ليشمل العالم الافتراضي، فإن وظيفة المثقف تحولت إلى موضوع للمساءلة الفكرية في ظل اجتياح الرقمنة لمختلف مناحي الحياة، وتنامي الوعي بضرورة الاندماج العضوي للمثقف في العالم الافتراضي من أجل الإسهام في تلبية الحاجيات المعرفية، وملء الفراغات الرقمية التي فتحتها شبكات التواصل الاجتماعي.

إذا كانت للمثقف شرعية المساهمة في إغناء النقاش العمومي، فإن شرعيته الرقمية في طور التشكل نظرا لوجود فاعلين سابقين على تواجده في هذا المجال، لهم القدرة على التأثير وتوجيه الوعي الرقمي في الحقل الافتراضي عن طريق تسويق محتويات رقمية مغرقة في المعرفة العامية، ولها جاذبية قصوى لدى الثقافة الجماهرية. غير أن ما يعرقل تشكل الشرعية الرقمية للمثقف هو التمثل ذاته الذي يحمله المثقف عن الحقل الرقمي باعتباره حقلا متناقضا مع معيارية الجماعة العلمية، وتصويره كمجال لتوليد تفاهة الحس المشترك التي تبحث عن "الربح المادي" من خلال توظيف كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة بغرض الرفع من نسب المشاهدة والمتابعة.      

على الرغم من ضعف تأثير المثقف على تشكيل الوعي الرقمي، إلا أن محدودية الأشكال الرقمية لحضور المثقف والرهانات الثاوية خلف إسهاماته تستوجب مساءلة مدى استقلاليته  الفكرية أمام السطوة الرقمية التي تسري في مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، وتسعى إلى صناعة الوعي الرقمي وتوجيهه في ظل التناقضات الحادة التي تفرزها القضايا المطروحة للنقاش العمومي بين مختلف "الحساسيات المجتمعية"، فهنالك تارة تَماهٍ مطلق مع ما يمليه "الحس المشترك" أو يميل إليه، وتارة أخرى تسويق للخطابات السائدة التي حولت المثقف من فاعل عضوي منتج لمعرفة علمية تستجيب للحاجيات المجتمعية إلى مجرد فاعل يوظف رأسماله المعرفي من أجل تبرير الخطابات الرسمية والأيديولوجية والسياسية.    

    ما يبعث على التفاؤل قليلا هو ما قدمه الباحثون، على اختلاف تخصصاتهم، في سياق تداعيات الجائحة الكونية، على نحو أظهرالحاجة الملحة إلى الإنصات إلى صوت الحكمة والعلم، وضرورة التفكير النقدي في مختلف أشكال التفاهة التي قلبت -ولا تزال- الثقافة رأسا على عقب. هكذا، تم قسرا تعويض المنصات الحضورية بمنصات افتراضية، استطاعت استيعاب مجمل أوجه حضور المثقف في العالم المادي، والتكيف الرقمي مع فجائية الجائحة، ما وفر للمتلقي محتويات رقمية قادرة -إلى حد ما- على الاستجابة لمختلف الهواجس التي تسكن وعي الإنسان المعاصر. غير أن سؤال الفعالية الرقمية للمثقف إزاء ما يطرح في النقاش العمومي، تستدعي إدراك أنماط المحتويات الرقمية المقدمة من طرف المثقف، وفهم الجاذبية الرقمية التي يحظى بها نمط دون آخر في صفوف المتابعين. ولأن البحث في هذه التحولات التي مست مكانة المثقف والأدوار المنوطة به متشعب ومعقد، يرجى من الباحثين المساهمة في هذه الندوة العلمية، والمعتزم تنظيمها ضمن المحاور الآتية:

-      المحور الأول: الشـرعية الرقميـة للمثقـــف

-      المحور الثاني: أدوار المثقف في ظل الثورة الرقمية

-      المحور الثالث: المثقـف والسطوة الرقمية: فاعلية أم تبعية؟

 

شروط المشاركة :

  • إرسال ملخصات الأوراق البحثية رفقة السيرة الذاتية إلى اللجنة العلمية قبل 15 ماي 2021م
  • إعلان نتائج انتقاء الملخصات البحثية يوم 18 ماي 2021م
  • التوصل بالأوراق البحثية النهائية قبل 17 يونيو 2021م
  • ينظم اليوم الدراسي يوم 24 يونيو 2021م

ترسل الملخصات والأوراق البحثية النهائية على البريد الإلكتروني الآتي: [email protected]

نشر الأوراق البحثية:

  • تنشر الأوراق البحثية المقدمة في الندوة العلمية ضمن عدد خاص في المجلة البحثية "رهانات" الصادرة عن مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية (مدى).
  • يعمل مركز (مدى) على نشر فيديوهات مداخلات المشاركين في القناة الإلكترونية للمركز وعلى صفحاته في شبكات التواصل الاجتماعي.   

 

اللجنة العلمية :

-     محسن الأحمدي، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاضي عياض بمراكش.

-     الحبيب استاتي زين الدين، أستاذ الفكر السياسي بالكلية المتعددة التخصصات بالعرائش.

-     حياة الدرعي، مديرة مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية (مدى)، حاصلة على دكتوراه في التواصل السياسي.

-     أكضيض زكرياء، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاضي عياض بمراكش.

-     محمد العربان، أستاذ القانون الدولي بالكلية المتعددة التخصصات بالعرائش.

-     فريد حفيظي، أستاذ القانون العام بالكلية المتعددة التخصصات بالعرائش.

-     عبد العالي صابر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة.

-     يوسف الشيهب، أستاذ القانون العام بالكلية المتعددة التخصصات بالعرائش.

-     جواد الرباع، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة ابن زهر بأكادير.

 

 

المثقف في عصر الثورة الرقمية

 



شاركو بتعليقاتكم
*المرجو ملئ جميع الخانات و الحقول الإلزامية المشار إليها بـ

* الإسم
* عنوان التعليق
* الدولة
* التعليق




شاهد أيضا