انت الآن تتصفح قسم : أنشطة وفعاليات

محطات في التاريخ السياسي المعاصر لموريتانيا

استضاف "فضاء الأمل" المنبثق عن دينامية المنتدى المغاربي الحادي عشر، في إطار سلسلة "لقاءات شهرية مع شخصيات مغاربية"، الدكتور سيد أعمر ولد شيخنا، يوم الأحد 05 يوليوز 2020 ابتداء من الساعة السادسة بتوقيت جرينتش،  في محاضرة حول موضوع "محطات في التاريخ السياسي المعاصر"، حيث تحدث الباحث في العلوم السياسية ومؤلف كتاب "موريتانيا المعاصرة: شهادات ووثائق"، عن مشروع الدولة الموريتانية، وعن الفترة الاستعمارية والمقاربات السائدة في التعامل مع المستعمر، بين مقاربة جهادية وأخرى متعاونة، رأت في الاستعمار شرا، ولكنها حاولت التعاون تحت شروط وضمانات، غير أن التيار الأكبر كان داعيا إلى استقلال موريتانيا، وحلم الآخرين حتى وإن تعاونوا كان بدولة مستقلة.


ورثت موريتانيا، حسب الدكتور سيد أعمر، عن المرحلة الاستعمارية تقاليد ديمقراطية، لذلك كان الدستور الأول ثم الثاني ينصان على المؤسسات الديمقراطية، لكن سرعان ما تم التخلي عن هذه التقاليد الديمقراطية، رغم أن الهاجس الذي كان يحكم الآباء المؤسسين هو مشروع الدولة، وهو مطلب كان مستعصيا وأمامه كثير تحديات.

عرج الدكتور ولد شيخنا في معرض حديثه، عن إلغاء التعددية من طرف الجيش، ثم عن التوجه نحو حكومة مدنية وصياغة دستور ديمقراطي في فترة ولد هيدالة التي لم تدم طويلا، وتم إغلاق هذا القوس مرة أخرى سنة 1981، ولم يستمر أكثر من سنة.

في الأفق المنظور سواء من الماضي القريب، أو استشرافا للمستقبل، أكد المتدخل على أن الرئيس السابق أرغم على احترام الديمقراطية، وذلك بسبب تنامي الوعي الشعبي، وإدراك الموريتانيات والموريتانيين لأهمية الاختيار الديمقراطي والاستعداد للدفاع عنه، أما اليوم فالبلد مقبل على عصر "النفط"، وبالرغم من البلد يعاني من صعوبات اقتصادية، إلا أن هناك مقومات تتجلى في الموقع الاستراتيجي والعلاقات الجيدة مع أقطاب متعددة.

وبخصوص العلاقة مع المغرب، يرى مدير المركز الإقليمي للأبحاث والاستشارات، أن البلدين خرجا من عصر التوترات والفهم المغلوط، ووقفا على أهمية التعاون.

من التحديات الأساسية المطروحة على موريتانيا اليوم، حسب الدكتور الذي أعد أطروحة حول "معوقات التحول الديمقراطي في موريتانيا"، نجد بأن هناك وحدة وطنية حقيقية، لكن لا زال هناك ملفين الأول يتعلق بمخلفات الرق التاريخي من فقر وتهميش وغبن، وموريتانيا متجهة حاليا نحو تأسيس وكالة للتآزر تتوجه نحو التعليم والصحة ومكافحة الفقر ومحو الفوارق، ثم هناك ملف "التعايش الوطني"، ويتعلق ببعض المكونات الوطنية التي عانت أثناء الحكم العسكري الماضي، والدولة الموريتانية في هذا الصدد قامت بخطوات مهمة للتشاور، وبالنهاية نحن أمام بلد واعد يواجه تحديات أبرزها تقوية جهاز الدولة.

في تفاعل الشباب أعضاء "فضاء الأمل" مع مداخلة الدكتور ولد شيخنا، تم التركيز على علاقة موريتانيا بمحيطها الخارجي، ووضع المرأة والحريات بموريتانيا، كما تم التساؤل عن الحلم ببناء تكثل دول شمال إفريقيا، هل لا زال بإمكاننا الاستمرار فيه، ثم عن السبب في استمرار التأشيرة بين البلدين "المغرب وموريتانيا" رغم ما تم التطرق إليه من أن البلدين خرجا من عصر التوترات، وكيف يمكن تمثل مستقبل الوحدة المغاربية في ظل استعصاء حل مشكل الصحراء.


جدير بالذكر، أن هذا اللقاء كما سبقت الإشارة، يأتي ضمن سلسلة اللقاءات الشهرية المغاربية التي تشكل استمرارا لدينامية منبثقة عن أشغال المنتدى المغاربي الحادي عشر، حيث يشارك في تأطيرها شباب فاعل في الأحزاب السياسية والمجتمع المدني بالمنطقة المغاربية.