أضيف في 8 نونبر 2017 الساعة 17:03

''اللاهوت العربي وأصول العنف الديني''


قراءة في كتاب

 

   يتنامى الصراع الطائفي والديني في مجتمعاتنا العربية، وفي هذا الإطار نظم مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية مدى مساء يوم السبت 4 نونبر2017 ، لقاءا حول كتاب: "اللاهوت العربي وأصول العنف الديني" لكاتبه "يوسف زيدان، بحيث قدم كل من الأستاذ محمد سعيد، والأستاذ محمد أكديد قراءة في هذا الكتاب .

   افتتحت الأستاذة زكية مزيوقا اللقاء بتقديم لمحة موجزة عن المسار الأكاديمي للأستاذين محمد سعيد ومحمد أكديد، باﻹضافة إلى تقديم عتبة عامة عن الكتاب قيد العرض والمناقشة.

 

   استهل الأستاذ محمد سعيد مداخلته بإلقاء نظرة عامة حول الكتاب مع اﻹشارة لصاحب الكتاب "يوسف زيدان"، وأعماله الفكرية واﻷدبية أيضا ككل لا يقبل الانفصال. بعد ذلك تطرق لمفهوم "العنف الديني وعلاقته بالتأويل"؛ أي تأويل النصوص الدينية، بحيث ذهب إلى اعتبار أن احتكار سلطة تأويل النص الديني من طرف جهة معينة، واعتبار أن الحقيقة الدينية هي حقيقة واحدة يتملكها أفراد بعينهم أو شعب بعينه هو سبب في انبثاق ما يسمى بالعنف الديني كمفهوم وكواقع عرفته جميع الأديان على حد قول يوسف زيدان، في الآن ذاته قارن الأستاذ" بين اللاهوت اليهودي واللاهوت المسيحي واللاهوت الإسلامي في إطار ما يسمى بالأديان الرسالية الثلاث، هذه الأديان كما يرى يوسف زيدان تجمع على مبدأ وحقيقة التوحيد رغم التجليات الثلاث للإله "الرب" في المسيحية، إلى جانب هذا تطرق لمفهوم الجاهلية كما صاغه وعرضه المؤلف في كتابه بحيث اعتبر أن تعبير "الجاهلية"، هو تعبير مغلوط لا يعكس البيئة الثقافية والفكرية قبل اﻹسلام وإنما هو تعبير روجت له جهات معينة للإعلاء من فترة في تاريخ الإنسانية على حساب الفترات والتواريخ السابقة.

   وأما الأستاذ "محمد أكديد"، فقد حاول من خلال مداخلته أن يرصد ذلك التداخل بين ما هو سياسي وما هو ديني، على اعتبار أنه غالبا ما يتم إخضاع الأول للثاني، هذا التداخل هو الكفيل بأن يمدنا باللوازم الأولى للجواب على سؤال ما العنف؟ وما مصدر انبثاقه؟

الأستاذ أكديد قام أيضا بتحليل وشرح مجموعة من المفاهيم كما جاءت في الكتاب كمفهوم "الله" و"الإله" مع تقديم نظرة تاريخية على الديانات التوحيدية الثلاث وإبرازه فيما تختلف وفيما تأتلف. بعد ذلك استشهد المتدخل بفكرة تضمنها الكتاب وهي أنه الديانات الثلاث قطعت نفس الأشواط في مراحل نموها وتطورها، لذلك لا غنى لنا عن الإقرار "بالاعتراف"؛ أي الاعتراف المتبادل كحل لمشكل "العنف الديني" ونبذ الآخر المخالف لنا في العقيدة.

 

   وفي ختام اللقاء فتحت الأستاذة زكية مزيوقا المجال أمام الحاضرين لتقديم ملاحظاتهم وتساؤلاتهم بخصوص الكتاب والقراءات التي قدمها الأستاذين المتدخلين.

 

تحرير :إبتسام الدبلالي

 



شاركو بتعليقاتكم
*المرجو ملئ جميع الخانات و الحقول الإلزامية المشار إليها بـ

* الإسم
* عنوان التعليق
* الدولة
* التعليق




شاهد أيضا