المائدة المستديرة : تجديد النخب السياسية بالمغرب
نظم مركز مدى للدراسات و الأبحاث الإنسانية و شبكة الديمقراطيين في العالم العربي يوم السبت 11 غشت 2012 على الساعة الخامسة مساء ندوة حول موضوع تجديد النخب السياسية بالمغرب. وقد تم تأطيرها من طرف الباحث عن مركز مدى "سمحمد زاو" و الباحثين من نفس المركز إضافة الى فاعلين سياسيين و جمعويين من مختلف التوجهات السياسية ومستقلين.
وقد تدخل الأستاذ أمين الكوهن بمداخلة في صميم الموضوع معتبرا الشباب المغربي شباب مسيس، لكنه خارج الانتماءات الحزبية. بسبب ضعف هاته الأحزاب من ناحية التأطير السياسي و ضعف الاستقطاب، و استرسل موضحا أن سبب ضعف التأطير الحزبي راجع إلى البناء المخزني لهاته الأحزاب، أو بصيغة أخرى أن المنظومة المخزنية المغربية تعيق العمل السياسي ، وأن السلطة السياسية في المغرب لا زالت تعتمد على الأحزاب التي أنشأتها في بداية الثمانينات.
فيما بعد تناول الكلمة الباحث عبد الكريم جدي مستهلا إياها يتساؤلات، كيف يستطيع الشباب المغربي الانخراط في أحزاب سياسية غير فاعلة سياسيا ؟ ويغيب عنهاالتنظير و التأطير السياسي مستدركا بسؤال عميق، كيف يمكن بناء أحزاب قوية في ظل صراع بين نفوذ المخزن السياسي و هذه الأحزاب.
وفي السياق ذاته، تدخل الباحث أكضيض زكرياء مشيرا إلى غياب الاعتراف بالشباب في الثقافة المغربية، حيث أضاف إلى أن الأحزاب في تمثلاثها للشباب غير فاعلة ، لكنه أوضح ان غياب فئة الشباب عن الحقل الحزبي لايعني بالضرورة غيابها عن السياسة فثمة مجالات يعبر فيها عن ارائه ورغباته، فالموسيقى الشبابية و النكتة وما يحملانه من نقد للوضع السياسي وللخطاب سياسي بشكل غير مباشر دليل على ان الجانب السياسي حاضر بشكل قوي لدى الشباب .
وفي نفس الإطار تدخلت الأستاذة حياة الدرعي مؤكدة ضعف فعالية الأحزاب السياسية من الناحية التنظيمية و الإيديولوجية ما ينعكس سلبا على مستوى انخراط الشباب داخل الأحزاب السياسية، مما ساعد على عدم تقوية المؤسسات السياسية، وبزوغ السلطة التقريرية للنظام المخزني.وهذا ما ادى الى صعوبة تجديد النخبة السياسية المغربية، فللحديث عن تجديد يستوجب وجود مؤسسات والحال ان الاحزاب المغربية تفتقد لهذا الجانب.
ثم تدخل حسام هاب عضو المجلس الوطني للشبيبة الاتحادية، معتبرا أن الشباب المغربي عازف عن العمل الحزبي وليس عن العمل السياسي وأن الشباب يبحث عن الثقافة السياسية خارج تكوين الأحزاب السياسية داعيا الشباب إلى الانخراط في العمل السياسي وتقديم البديل والتغيير من داخل الأحزاب ثم تطرق إلى نقطة هامة جدا معتبرا أن الأحزاب المغربية التي تنتمي إلى الصف الوطني التقدمي فاقدة للشرعية الشعبية والديمقراطية وتتشبث بشرعيتها التاريخية ثم أخد نفس المتدخل شارحا علاقة الشباب بقيادات الأحزاب كعلاقة الشيخ بالمريد كما يقول الباحث السوسيولوجي عبد الله الحمودي.